ندلعت منتصف نهار أمس بالمدنية بالعاصمة اشتباكات عنيفة بين قوات مكافحة
الشغب وسكان حي ديار الشمس المعتصمين، حيث حاولت مصالح الأمن فتح الطريق
الذي قام السكان بغلقه بعدما تذمروا من الأزمة الخانقة للسكن التي عايشوها
منذ سنوات مضت، إلا أن هذه الأخيرة عجزت عن الأمر، مما استدعى تدخل الدرك
الوطني الذين قاموا بجولة استطلاعية عن طريق الطائرات الهوائية واستعمال
الغازات المسيلة للدموع.
احتجت مئات العائلات بحي ديار الشمس ببلدية المدنية صباح أمس وقامت بعرقلة
حركة المرور بالطريق الوطني رقم 1 الرابط بين العناصر وبئر مراد رايس
رافعين شعاراتهم من أجل إيصال انشغالاتهم إلى السلطات المعنية فيما يخص
أزمة السكن التي أصبحت تشكل هاجسا في حياة هؤلاء.
وفي حديثنا إلى سكان الحي ذكر هؤلاء بأنهم يعانون من الأزمة منذ الاستقلال
حيث يقيمون في سكنات ذات غرفة واحدة، وهو الطابع الذي يغلب على سكنات هذا
الحي، ويؤكد السكان خاصة منهم الشباب بأنهم اضطروا إلى إنجاز بنايات
فوضوية من أجل تخفيف الضغط على سكناتهم.
فيما ذكرت إحدى المعتصمات وعلى غرار الأخريات بأن إخوانها أصيبوا
باضطرابات عصبية بسبب أزمة السكن، في حين أكد آخرون بأنهم مستعدون إلى رفع
الاحتجاج في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.
كما أكد شباب الحي بأن نسبة الانحرافات والتسرب المدرسي ارتفعت بالحي جراء
الأزمة، حيث استصعب على المتمدرسين مزاولة دروسهم في مثل تلك الظروف ولا
تعتبر أزمة السكن المشكل الوحيد لأبناء الحي، في ظل غياب المرافق الخاصة
بالشباب كالملاعب وقاعات الرياضة، وكذا دور الشباب، الأمر الذي أدى إلى
تذمر السكان ودفعهم إلى التنديد بـ"كرهنا من الحڤرة".
من جهته، أكد رئيس بلدية المدنية موفق عبد الرزاق لدى اتصالنا به بأنه على
دراية بالوضع الذي يعيشه سكان حي ديار الشمس جراء أزمة السكن الخانقة، إلا
أنه لا يملك سوى حي ديار الشمس، مؤكدا بأن هذا الأخير قد استفاد من حصة
الأسد خلال الحصص السكنية التي منحت للبلدية، وذكر بأن غلق الطريق ليس
مجديا وهو مستعد للتفاوض مع سكان الحي، كما طمأنهم بحصة 80 سكنا استفادت
منها البلدية ستوزع في الأيام القليلة القادمة، وسيستفيد من بعضها سكان حي
ديار الشمس.
جريدة الشروق اليومي