في وقت يستعد فيه الجميع في المانيا لقضاء اجازة صيف ممتعة، ايضًا في البلدان التي تكثر فيها الشواطئ واشعة الشمس، حذّر الدكتور اريك زنغر في مقابلة له مع ايلاف من عواقب ذلك على الجلد .
*كم هي نسبة الاصابة بمرض سرطان الجلد في المانيا؟
-انها نسبة لا بأس بها، فهي تزداد سنويًا بنسبة سبعة في المائة تقريبًا، وهذا مثير للقلق ما يجعل المؤسسات الطبية تصدر كتيبات تحذر فيها من عواقب التعرض بشكل خاص لاشعة الشمس وتدعو الى اجراء فحص طبي سنويًا يغطي تكاليفه الضمان الاجتماعي مثل بقية الفحوصات ضد امراض السرطان.
*كطبيب، فانك تشدد في كل محاضراتك على اهمية الفحص الطبي لاكتشاف الاصابة في وقت مبكر، ماذا يمكن ان يفهم من ذلك؟
-السبب يعود الى وجود الكثير من اشكال سرطان الجلد، ولقد سيطر الاعتقاد في السابق ان السرطان على شكل بقعة داكنة او سوداء تسمى Melanom ميلانوم الذي اصبح الكشف عنه سهلا، هو اصابة سرطانية خطيرة، لكن اتضح بعد البحوث الكثيرة ان البقعة ذات اللون الفاتح المسماةSpinaliom يمكن ان تكون خطيرة ايضًا ، ولا يجب الاستهانة بها ابدًا. فالكثير من المصابين بها لا يعطون اهمية كثيرة لها او لا تسترعي الانتباه. وهي عادة نتيجة تطور تجمع للخلايا وتغير في الجلد، لكن حسب البحوث العلمية الاخيرة فان الامر يتعلق بسرطان حقيقي في مراحل مبكرة جدًا، كما اتضح ان 0,5 في المائة من الناس ما فوق الخمسين من العمر يصابون بتغير في الجلد قد تسبب في النهاية مرض سرطان الجلد.
*هل يمكن ان تشرح كيف هو شكل سرطان الجدل الفاتح اللون؟
-ليس من السهل التعرف عليه بسرعة، لذا يمكن القول بان كل تغير في الجلد بعد سن الثلاثين يجب ان يثير الشكوك بخاصة في المناطق التي تتعرض بشكل مكثف للشمس، اي على الجبين والوجنتين وفي المناطق حيث الجلد فيها رقيق، ولدى النساء في منطقة الديكولتيه، اي فوق الثديين وحتى الرقبة، ويرافق ذلك في بعض الاحيان بثور صغيرة داكنة اللون.
*ذكرت في تقرير لك ان سرطان الجلد الفاتح هو الاكثر انتشارًا فيما سبب ذلك؟
-يعود الامر الى ان الناس مقارنة مع الماضي يتعرضون بكثرة لاشعة الشمس ولا يتخدون الاجراءات الوقائية للحماية من اشعتها القوية وما فوق البنفسجية.
*من هم المعرضون اكثر من غيرهم لمخاطر سرطان الجلد؟
-هم في الدرجة اولى المصابون بحساسية فائقة ضد الشمس، فهم لا يمكنهم تحمل اشعتها القوية، ما يدعو الى الحذر منها. ايضًا اصحاب البشرة البيضاء والشقر والذين يحاولون كسب لون لبشرتهم، لكن الثمن يكون في اغلب الاحيان باهظ. فهم يجبرون جلدهم على تحمل اشعة شمس قوية فتنقلب في النهاية الى مرض او حساسية فائقة.
*لكن اين تكمن المشكلة اذا ما استخدموا كريمات واقية من اشعة الشمس؟
-اود ان اشرح ناحية مهمة، فبعد مضي اربع او خمس ساعات على حمام الشمس في وقت الظهر حيث تكون الشمس في اقوى فترة خلال النهار تكون مضرة جدًا للجلد ، ففي هذه المرحلة بالتحديد تكون اشعة ما فوق البنفسجية وتكون مضرة جدًا. لذا من المهم عدم التعرض للشمس اكثر من ساعتين او ثلاث ساعات كحد اقصى، لكن يكون الامر مرهونًا بمدى حساسية الجلد ضد الشمس لكن ايضا بجودة كريم حماية الجلد.
*هل تريد بذلك ان تقول ان كريم الحماية من الشمس لا يوفر اي حماية ويساهم احيانا في تكاثر سرطان الجلد؟
-لا اقول ذلك لكن اصحاب البشرة الفاتحة اللون ممن يتعرضون باستهتار لاشعة الشمس يكونون اكثر عرضة للاصابة لانهم يعتمدون دون حساب على هذه الكريمات وكأنها توفر لهم مظلة واقية، وهذا تفكير غير سليم. فهناك الكريمات القديمة التي تمنع الاشعة ما فوق البنفسجية الاول UV-B من اصابة الجلد بحروق الشمس، لكن هناك اشعة ما فوق البنفسجية ذات الموجات الطويلة UV-Aوالتي لم تعط في السابق اهمية، اتضح اليوم انها تعجل في الاصابة بسرطان الجلد.
*في اي مرحلة يجب الخضوع للفحص الطبي؟
-على اصحاب البشرة البيضاء او الفاتحة ويشكون من التعرض لمشاكل في الجلد او تظهر على اجسامهم شامات او بقع داكنة، عليهم الخضوع سنويًا لفحص لدى طبيب الجلد.
*هل هناك امل من الشفاء عند الاصابة بسرطان الجلد؟
-رغم انني ذكرت في البداية بان السرطان الذي يظهر على شكل بقع فاتحة اللون ويسمى سبيناليوم ويعد ثاني اخطر مرض بعد سرطان الجلد الداكن، لكن امكانية الشفاء منه كبيرة اذا ما تم الكشف عنه في وقت مبكر واخضاع المريض للمريض لعلاج جيد. ونفس الشيء بالنسبة لسرطان الجلد المسمى بازاليوم فان فرص الشفاء منه كبيرة. ولانه لا يتولد عنه انبثاثات اي ميتازتازا اضافة الى تطور علاجه بشكل كبير، فلا داعي لخوف المصابين به، لكن في كل الاحوال يجب عدم اهمال اي بقع اي تغير يحدث للجسم واستشارة الطبيب بسرعة.
*هل لك ان تذكر لنا عدد انواع سرطانات الجلد ؟
-الاختصاصيون يحددونها بثلاثة انواع الاول سرطان ملانوم ويظهر على شكل بقع داكنة اللون، لكن هذا المرض نادر الحدوث مع انه خطير لانه يولد انبثاثات بسرعة كبيرة. والنوع الثاني هو سبناليوم ويظهر على شكل بقع فاتحة اللون وتكون مجموعة من الخلايا المتشابكة ونادر ما تولد انبثاثات مقارنة مع سرطان ميلانوم. اما سرطان بازاليوم فانه لا يولد اي انبثاث لكنه ينقض بشكل خبيث على انسجة الجلد ويحطمها، واذا ما كشف عنه في وقت متأخر، عندها يحتاج المريض الى عملية جراحية لنزع اجزاء الجلد المصابة.