الصداقة
أصحابك هل هم أصحاب سوء أم أصحاب خير ؟... أصحاب يعينونك على طاعة الله أم أصحاب يبعدونك عنه تعالى …. أصحاب صانوا التربية التي تربيتها في بيتك أم لا ؟
إن أولادا كثيرين يكونون قد تربو تربية ممتازة وأهلهم أناس محترمون, لكن لا نعرف كيف يكون الشاب الذي هو من بيت طيب يفعل ما يفعل!.. لدرجة أن أهله أنفسهم يتعجبون حين يعرفون انه يفعل كذا وكذا..لكنهم لم ينتبهوا من هم أصحابه.. لم يركزوا في هذه النقطة.. فان أكثر ما يضيع الإنسان:أصحابه.. وأكثر ما يهدي الأصحاب.. الحقيقة أن الكلام ليس كلامنا ولا كلام اليوم لكنه كلام القرءان والسنة من سنين طويلة.. بل من أيام سيدنا موسى عليه السلام..حين قال(قال رب اشرح لي صدري*ويسر لي أمري*واحلل عقده من لساني*يفقهوا قولي*واجعل لي وزيرا من أهلي*هرون أخي*اشدد به أزري*وأشركه في أمري*كي نسبحك كثيرا*ونذكرك كثيرا*انك كنت بنا بصيرا) "طه: 25-35"
سيدنا موسى, النبي, ومن أولى العزم من الرسل, كأنه يرى انه لا يقدر وحده على الذكر والعبادة بل هو محتاج إلى من يعينه
فليست يدا واحده التي يعض عليها, لكن الاثنتين.. تخيل الحسرة والأسى.. ويوجد بنات وشباب كثيرون جدا بدأوا يمشون في طريق الهداية, وجاء صاحب\ه ووقف في طريق حياتهم فأرجعهم خطوات كثيرة إلى الوراء
الصاحب ليس من وضعته الظروف في طريقك إنما الصاحب الذي اخترته أنت وترى فيه انه مناسب لتربيتك وبيئتك وأخلاقك ولدينك ولطباعك....
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "المرء مع من أحب" من تحبه ستأتي معه يوم القيامة فاختر لنفسك مع من تحب أن تأتي ؟ المرء يحشر مع من يحب.
تأمل قيمه أن يكون لك صاحب يقول لك:لا تفعل كذا... يا أخي هذا حرام وستقع في الخطأ...ابحث عن هذا الصاحب... فمثل هذا الصاحب أصبح نادرا الآن...
أريد أن أقول: إن الموضوع يبدأ من التنشئة والتربية الدينية, مهما قابل الإنسان مخاطر أو واجه صعوبات وأخطأ فلا بد انه سيعود للصواب من جديد، لان بدايته كانت صحيحة...
لو أن لي صاحبا عاصيا الصواب ان اتركه وابتعد عنه ولا اخذ بيده ولا اقعد جنبه ام اتركه لحاله والمهم ان احافظ على نفسي؟
انت مخلوق اجتماعي ولذلك وانت تترك اصحابك لا بد ان تدعو الله : يا رب ارزقني باصحاب افضل ... اصحاب محترمون متدينون يعينونني أن أتقرب منك , ويبعدوني عن معصيتك ....
الاصحاب 3 انواع:طائعون أو غافلون أو عصاه بعيدون عن الدين وبعيدون عن الاخلاق, فالاصحاب العصاه:لا بد ان تبتعد عنهم, لكن لا مانع من ان تبقي بينك وبينهم صلة, فربما يأتي اليوم الذي تأخذ بأيديهم وتهديهم الى الطريق المستقيم فحافظ على الاتصال في الاعياد والمناسبات مثلا...أما الغافلون: وهم الصنف المؤدب لكنه ليس عاصيا ولا طائعا, تعمل جاهدا على الاخذ بيده وتظل وراءه وتحاول معه بكل الطرق ....أما الطائعون:فتمسك بهم بيديك -واسنانك كما يقال- وحاول ان تقتدي بهم وتمشي معهم, ويكونوا هم صحبتك وبيئتك , وهم القريبون منك.
اختارو اصحابكم حتى لا تندمو
حتى لا تندموا
حتى لا تندموا
حتى لا تندموا
من كتاب كلام من القلب لعمرو خالد