* تعريفها : الأضحية هي الشاة تذبح في ضُحى يوم العيد تقرباً إلى الله تعالى .
* حكمها
: سنة واجبة على أهل كل بيتٍ مسلم قدر أهله عليها ؛ و ذلك لقوله تعالى {
فصلِّ لربكَ و انحر } [الكوثر:2] ، و لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم
: " من كان ذبح قبل الصلاة فليُعِد " ( أي من ذبح قبل صلاة العيد فليذبح
مرة أخرى بعدها ).
* فضلها
: يشهد لما لسنة الأضحية من الفضل العظيم قول الرسول صلى الله عليه و سلم
: " ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم ، و إنها
لَتأتي يوم القيامة بقرونها و أظلافها و أشعارها ، و إن الدم ليقع من الله
عز و جل بمكان قبل أن يقع على الأرض ، فطيبوا بها نفساً ".
* أحكام الأضحية :
1- سِنُّها
: يجزئ في الأضحية من الضأن ما قارب سنة ، و من الماعز ما دخل في السنة
الثانية ، و من الإبل ما دخل في السنة الخامسة ، و من البقر ما دخل في
السنة الثالثة ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لا تذبحوا إلا مُسِنَّة
إلا أن يُعسِر عليكم فتذبحوا جَذَعَة من الضأن ".
2- سلامتها
: لا يجزئ في الأضحية سوى السليمة من كل نقص في خلقتها ، فلا تجزئ العوراء
و لا العرجاء و لا العضباء ( أي مكسورة القرن من أصوله أو مقطوعة الأذن من
أصولها ) , و لا المريضة و لا العجفاء ( و هي الهازل الضعيفة ) ؛ و ذلك
لقوله صلى الله عليه و سلم : " أربعٌ لا تجوز في الأضاحي : العوراء
البيِّن عورها ، و المريضة البيِّن مرضها ، و العرجاء البيِّن ضَلَعها ، و
الكسيرة التي لا تُنْقِي ( أي الهازل العجفاء ) ".
3- وقت
ذبحها : وقت ذبح الأضحية هو صباح يوم العيد بعد الصلاة ـ أي صلاة العيد ـ
فلا تجزئ قبله أبداً ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " من ذبح قبل الصلاة
فإنما يذبح لنفسه ، و من ذبح بعد الصلاة فقد تم نُسُكه و أصاب سنة المسلمين " ..
- أما
بعد يوم العيد فإنه يجوز تأخيرها لثاني و ثالث يوم العيد ؛ أي أول و ثاني
أيام التشريق فقط ( أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التالية ليوم العيد ،
الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر من ذي الحجة ، و هي أيام يحرُم فيها
الصيام كيوم العيد ).
4- القائم بالذبح : يستحب أن يباشر المسلم أضحيته بنفسه ، و إن أناب غيره في ذبحها جاز ذلك بلا حرج ، و لا خلاف بين أهل العلم في ذلك .
5- ما
يستحب عند الذبح : يستحب عند ذبح الأضحية توجيهها إلى القبلة ، و يقول
الذابح : " إني وجهت وجهي للذي فطر السماواتِ و الأرضَ حنيفاً وما أنا من
المشركين ، إن صلاتي و نُسُكي و محيايَ و مماتي للهِ ربِّ العالمين لا
شريك له و بذلك أُمِرْتُ و أنا أول المسلمين " .. و عندما يباشر الذبح
يقول : "بسم الله و الله أكبر ، اللهم هذا منك و إليك" ؛ قال تعالى : { و
لا تأكلوا مما لم يُذكَرِ اسمُ اللهِ عليه } [الأنعام:121] .
6- قسمتها
: يستحب أن تقسَّم الأضحية ثلاثاً : يأكل أهل البيت ثلثاً و يتصدقون بثلث
و يهدون لأصدقائهم ثلثاً ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " كلوا و ادخروا و
تصدقوا " ، و يجوز أن يتصدقوا بها كلها ، كما يجوز ألا يهدوا منها شيئاً .
7- أجرة
جازرها : لا يُعطى الجازر أجره من الأضحية ؛ لقول عليٍّ رضي الله عنه : "
أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقوم على بَدَنَةٍ ( ناقة أو بقرة
) و أن أتصدق بلحومها و جلودها و جِلالها ( مكوناتها ) ، و ألا أعطي
الجازر منها شيئاً ( أي على سبيل الأجرة ، و إنما يجوز على سبيل الصدقة )
، و قال : نحن نعطيه من عندنا ".
8- هل
تجزئ الشاة عن أهل البيت؟ تجزئ الشاة الواحدة عن أهل البيت كافةً و إن
كانوا أنفاراً عديدين ؛ لقول أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه : " كان
الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحي بالشاة عنه و عن أهل بيته ".
9- تضحية
الرسول عن جميع الأمة : من عجز عن الأضحية من المسلمين ناله أجر المضحين ؛
و ذلك لما جاء عن جابر ابن عبدالله رضي الله عنه قال : ( صليت مع رسول
الله عيد الأضحى ، فلما انصرف أتى بكبش فذبحه ، فقال : بسم الله والله
أكبر ، اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي ) .
صلاةً و سلاماً تامَّيْن مباركَيْن على الرحمةِ المُهداة .