السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: أمور تعين على الصبر:
ما من شك أن الصبر ضرورة دنيوية وفريضة شرعية، ومع ذلك فهو مرُّ المذاق، صعب على النفس، ولذا فأنا أذكر هنا جملة من الأمور التي تعين على الصبر، دفعًا لوساوس الشيطان، وحتى لا يستولي على قلب المؤمنة.
أولاً: معرفة طبيعة الحياة الدنيا:
فعندما تتذكر المسلمة دائمًا أن الدنيا ليست بجنة نعيم، ولا بدار مُقامه، وإنما هي دار ابتلاء وتكليف، فإن ذلك يساعدها على الصبر الجميل، وعدم الاستغراب بكوارثها وأحزانها.
ولله در القائل:
إن لله عبادًا فُطَنًا
نظروا فيها فلما علموا
جعلوها لُجةً واتخذوا
ثانيًا: اليقين بحسن الجزاء عند الله:
فكلما استحضرت المسلمة ذلك الأجر العظيم الذي ينتظرها عند الله تعالى، إذا ما هي صبرت ورضيت بقضاء الله وقدره، فإنها لا شك ستصبر وترضى بما قدره الله عليها، بل ربما تشكره على ذلك.
قال تعالى: ]إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[ [الزمر: 10]، وقال أيضًا: ]وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[
[النحل: 96]
ثالثًا: اليقين بالفرج:
فإن ذلك يبدد ظلمة القلق، وشبح اليأس، ويضيئ نفس المؤمن بنور الصبر الذي لا يخبو، قال تعالى: ]سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً[ [الطلاق: 7]، وقال أيضًا: ]فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً[ [الشرح: 5، 6].
رابعًا: الاستعانة بالله:
فمن كان معه الله كان معه كل شيء، ومن فاته الله فاته كل شيء. قال تعالى: ]اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا[ [الأعراف: 128].
خامسًا: التأسي بأهل الصبر والعزائم:
فالتأمل في سير الصابرات، وما لاقينه من ألوان الشدائد، وما ذقنه من صنوف البلاء، يعين على الصبر، ويطفئ نار المصيبة ببرد التأسي.
قال تعالى: ]فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ[
[الأحقاف: 35]
سادسًا: استصغار المصيبة:
فمهما كانت مصيبتك، فهناك من أصيبت بما هو أشدُّ منك.
قال صلى الله عليه و سلم: "إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها أعظم المصائب"([1]).
نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد
¤¤¤¤
([1]) حديث صحيح بشواهده. الصبر الجميل لسليم الهلالي.
======
منقول