تسريب الأسئلة دعاية مغرضة وأتحدى أن يقدموا الدليل

وكشف بن بوزيد للشروق أن مصالح الأمن استنفرت جميع وحداتها لفتح تحقيقات معمقة لكشف الأطراف التي تقف وراء نشر مثل هذه الإشاعات التي تهدف إلى زرع البلبلة وسط الممتحنين والإضرار بالدولة الجزائرية، خاصة بعد أن فشلت ذات الأطراف - يضيف الوزير- في مسيرات السبت.

فند، أمس، بوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية في تصريح للشروق جملة وتفصيلا إشاعات تسريب مواضيع وأسئلة امتحانات شهادة البكالوريا 2011 بما فيها أسئلة العلوم الإسلامية، معتبرا ما يتداول بين الممتحنين وأسرهم قبيل كل امتحان مجرد احتمالات تروجها أطراف ذات أهداف سياسية عبر موقع الفايسبوك ومنتديات شبكة الإنترنيت خاصة المسيرة من الخارج قصد زرع البلبلة وسط التلاميذ وإربكاهم ومحاولة التشويش على ظروف سير هذا الامتحان المصيري، مستطردا "الأطراف المروّجة لإشاعات تسريب أسئلة البكالوريا أهدافها سياسية تتعدى التشويش على الممتحنين إلى محاولة الإضرار بالدولة الجزائرية بعد أن فشلت هذه الأطراف في تحقيق أهدافها في مسيرات السبت".

و دعا المسؤول الأول على تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا المروجين لإشاعات تسريب الأسئلة لإحضار ورقة أسئلة واحدة مطبوعة قبل انطلاق الامتحان ليُثبتوا صدق إشاعتهم، متحديا أن يتمكن أي إنسان من الإطلاع على أسئلة أي امتحان من امتحانات شهادة البكالوريا، حيث تخضع جميع مواضيع امتحانات البكالوريا في الولايات 48 للوطن لإجراءات حراسة، مشددة فضلا عن نقلها وسط تعزيزات أمنية استثنائية من مركز لآخر قائلا "الأساتذة المكلفون بإعداد مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا وطباعتها معزولون عن العالم الخارجي قبل انطلاق الامتحانات وخلال فترة الامتحان مسجونون في إقامة خاصة ومجردون من هواتفهم وجميع وسائل الاتصال بالعالم الخارجي".

كما أوضح وزير التربية الوطنية أن عملية نقل المواضيع للولايات تتم وسط مرافقة أمنية مشددة، حيث تحفظ في بنك للمواضيع في مكتب مدير التربية ولا يملك مفتاح البنك إلا مدير التربية، ويسهر عنصر من الشرطة وآخر من الدرك الوطني وممثل عن مديرية التربية الوطنية على سلامتها، بينما يسهر حارس شخصي بجانب هذا البنك إلى غاية تسليم الامتحانات صباحا لمصالح الامن، حيث يشرف مدير التربية شخصيا على فتح خزانة بنك المعلومات وسط حضور ممثلين عن الأمن ومختلف المشاركين في التنظيم ونقل المواضيع إلى مراكز الامتحان مع معاينة دقيقة لتطابق عنوان الظرف المشمع مع المادة الممتحن فيها وتوقيتها واسم المركز لتفادي أي حالة خطأ أو خلط في الأظرفة المشمعة التي لا تفتح إلا في قاعة الامتحان وأمام أنظار الممتحنين.

ورفض بن بوزيد في تصريحه للشروق إجراء أي مقارنة بين ما حدث من تسريبات في دورة بكالوريا 1991 وما يروج عن وجود تسريبات في بكالوريا 2011 ، موضحا "في دورة 1991 سُرّبت مواضيع امتحانات البكالوريا فعلا والدليل أنه ضبطت مواضيع مطبوعة في متناول التلاميذ قبل انطلاق الامتحان إلا أنه لم يُقدم أي شخص ورقة أسئلة مطبوعة قبل توزيعها رسميا على الممتحنين خلال هذه الدورة"، معتبرا دورة بكالوريا 2011 الأحسن تنظيما والأفضل مراقبة، كما أشار إلى أن زارعي البلبلة وسط الممتحنين يروجون إشاعة تسريب موضوع امتحان الفلسفة المبرمج ظهيرة أمس، وأن السؤال سيكون حول درس "الحتمية" وعلى الممتحنين الحكم على صدق هذه الإشاعات بعد انقضاء امتحان الفلسفة والمقارنة بين الإشاعات وموضوع الامتحان.