مبعوثا الشروق إلى ليبيا : رشيد ولد بوسيافة - هاني جريشة
الأنتربول يصدر مذكرة توقيف رسمية في حق القذافي و15 من أعوانه
قام الطيران الحربي الليبي أمس بغارة جوية عنيفة على معاقل المعارضين بمدينة البريقة شرق ليبيا، أثناء مواجهات بين المصلين الذين خرجوا من المساجد وقوات موالية للنظام، وأسفرت الغارة عن مقتل أكثر من 12 قتيلا حسب شهود عيان، فيما سقط أكثر من 50 قتيلا في قصف كتائب القذافي للمتظاهرين بقذائف الهاون ومضادات الدبابات في عدة مناطق ليبية، كما قصفت نفس القوات مبنى شركة نفطية في البريقة بجوار المطار المدني. تأتي هذه العمليات غير الإنسانية بسبب فقدان القذافي للثقة في الكتائب البرية التي كان التحق أغلب عناصرها بالمحتجين في مناطق عدة من ليبيا . وأصدر الأنتربول أمس مذكرة توقيف رسمية في حق القذافي و15 من أعوانه، فيما منع نحو 130 صحفي من النزول من فندق "ريكسوس" بطرابلس العاصمة لتغطية الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة بدعوى تخوف السلطات الليبية من أن يصابوا بسوء من طرف عناصر القاعدة. ولاحظ شهود عيان تحليق الطائرات الحربية في مدن ليبية مختلفة، تقوم برمي قنابل على كل مكان تشم فيه رائحة المعارضين، وتسبب ذلك في سقوط قتلى يجهل عددهم لحد الآن بالإضافة إلى خلق حالة من الذعر لدى الأطفال والنساء، كما سجل شهود عيان آخرين اعتداءات من المرتزقة على النساء الليبيات اللواتي ينتمين لعائلات فيها محتجون، فيما لاحظ آخرون المرتزقة و هم يسيرون في ميليشيات منظمة حول المساجد في طرابلس، وبمجرد خروج المصلين يفتحون النار على كل من ينادي بهتافات تطالب بإسقاط القذافي. وأطلق القذافي العنان لكلابه لتعيث فسادا في ليبيا ويصبح الرعب عنوانا لسكان طرابلس على وجه الخصوص، عندما راجت أنباء عن قيام ميليشيات القذافي خلال الليلتين الماضيتين بمداهمات لمنازل المواطنين واعتقال أبنائهم، كما تقوم باختطاف الجرحى من المشاركين في الاحتجاجات واقتيادهم إلى وجهات مجهولة . وحسب الأنباء فإن مناطق متفرقة من ليبيا شهدت تصعيدا عسكريا منذ صباح اليوم الجمعة، حيث اندلعت معارك بين الكتائب الأمنية والثوار في أجدابيا والبريقة في شرق البلاد ورأس لانوف (وسط) والزاوية قرب العاصمة في الغرب، كما نقل عن شاهد عيان أن قتلى من المدنيين سقطوا خلال المعارك وأن كتائب القذافي استخدمت قذائف مضادة للطائرات وقذائف مضادة للدروع ضد الثوار، وذكرت وكالات إخبارية نقلا عن شاهد عيان أن أكثر من 50 قتيلا سقطوا في مجزرة بالزاوية ومعهم أصيب مئات الجرحى.