أحفظي.... لسانك....
(( احذر
لسانك ))
أختي الحبيبه ..
{{ السان سبعٌ عقور ’ إن ضبطه صاحبه سلم ’ وإن خلّى عنه عقره ’
وبفمه يُفتضح الكذوب . فالفاعل لا يشتغل بالخوض فيما لا يعلم ’
فَيُتّهم فيما يعلم " لأن رأس الذنوب الكذب ’ وهو يبدي الفضائح ’
ويكنم المحاسن ’ ولا يجب على المرء إذا سمع شيئاً يعيبه أن يحدّث
به ’ لأن من حدّث عن كل شيء أزرى وأفسد صدقه }}
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت : يارسول ! ما النجاة ؟
قال : {{ أمسك عليك لسانك ’ وليسَعْك بيتك ’ وابكِ على خطيئتك }} رواه
الترمذي وقال : حسن ]
فهذه كلمة واحدة لم يثبت فيها صاحبها أو بقت عليه آخرته ’ فكيف بالكلام
الذي يعلم أنه كاذب فيه
مختلق له ؟ !
* وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {{ كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكل ماسمع
}} [ رواه مسلم ]
{{ فالواجب على العاقل : تركُ الإغضاء عن تعاهد السان ’ لأن مَنْ كَثُرَ
كلامه كثر سَقَطه ’
والسَّقَط ربما تعدّى غيره ’ فيهلكه في ورطة لا حيلةَ له في التخلص منها ’
لأن السان لا يندمل جرحهُ ’ ولا يلتئمُ ما قُطع به . وكَلْمُ القول إذا وصل
إلى القلب لم يُنزع إلا بعد مدة
طويلة ,
ولم يُستخرج إلا به ’ فالواجب على العاقل ألا يكون من يُهان به }} [ روضة
العقلاء ]
**حقيقة الكذب**
* الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه ’ وهو إما أن يكون اختراعاً
لقصةٍ لا أصل لها ’ أو زيادة
في القصة ’ أو نقصاناً يغيران المعنى ’
أو تحريفا بتغير عبارة . فما كان اختراعاً يقال له : الافتراء والاختلاق ,
وما كان من زيادة أو نقصان فمَيْن .
وكلُّ من أورد كذباً في غيره . فإما أن يقوله بحضرة المقول فيه أو بغير
حضرته , وأعظمه ما كان اختراعاً بحضرة المقول فيه وهو المعبَّر عنه
بالبهتان .
وأقبح الكذب ما لا يتعلق به رجاء نفع عاجل أو آجل , ويجلب إلى المقول له
ضراً , كرجل يأتيك من بلدٍ بعيد
فيقول لك : إن ملك ذلك البلد يرغب فيك , ويتشوق إليك , ويسألك أن تأتيه
لينيلك مالاً وجاهاً ,
فإذا وردت عليه لم تجد لذلك القول حقيقة , بل وجدت ذلك الملك حَنِقاً عليك .
[ الذريعة للراغب ]
كم من حسيبٍ كريمٍ كان ذا شرف قد شأنه الكِذْبُ وسط الحيِّ إذ عمدا
وآخر كان صعلوقاً فشرَّفه صدق الحديث وقولٌ جانب الفَنَدا
فصار هذا شريفاً فوق صاحبه وصار هذا وضيعاً تحته أبدا
اتمنى من الجميع الاستفاده من الموضوع
ولكم مني جزيل الشكر أحبتي