لالة فاطمة نسومر الشريفة الحسنية_ رحمها الله تعالى
للالة فاطمة نسومر هي من الأدارسة الحسنيين _ اي من ذرية الحسن بن
علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ رضي الله عنهم
أجمعين ، الذين قطنوا في شمال إفريقيا ،إذن الالة فاطمة نسومر عربية من
أشراف العرب نسبا و شرفا فهي قرشية من بني هاشم اي هي من الأشراف كما نقول
نحن في الجزائر ، تنتمي هذه الشريفة الإدريسية أي لالة فاطمة نسومرإلى
منطقة جبال القبائل الكبرى( المعروفة أيضا باسم جبال زواوة) ويقال أن اسم
زواوة مشتق من الزوايا القرآنية التي تملأ هذه البلاد.وتشتهر هذه المنطقة
بجبالها الشاهقة وأعلاها جبال الجرجرة وأعلى قممها مسماة لالة خديجة (اسم
أم فاطمة) وتقابلها قمة لالة فاطمة، ولقب لالة يعني السيدة .
ولدت المجاهدة الشريفة "لالة فاطمة نسومر" سنة 1830، بمنطقة "عين الحمام"
بالقبائل المتواجدة شرْقَ الجزائر اسمها الحقيقي فاطمة بنت الشريف سيد
أحمد، لقبت بـ" نسومر" نسبة إلى قرية نسومر التي كانت تقيم فيها، كلفها
أخوها الأكبر "الطيب" بالاهتمام بالمدرسة القرآنية(الزاوية) بعد وفاة
والدهما.
وهذه الزاويا هي مشهورة في الجزائر عموما و في منطقة القبائل خصوصا ،وتسمى
هذه الزاويا بالزاويا الرحمانية ، التي أنجبت العلماء و المجاهدين
المشهورين في الجزائر ، من أمثال " اللالة فاطمة نسومر، الحاج المقراني ،
وكثير من العلماء الربانيين في الجزائر ، الذين نافحوا عن الجزائر و
الإسلام و عن لغة القرآن.
تتميز هذه المرأة بالتدين العميق والذاكرة القوية جدا، وبتقواها وحكمتها
وذكائها الحاد وتتمتع بشخصية قوية، كما كانت ترفض الاضطهاد بكل أشكاله
وأنواعه، لقبها الاستعمار الفرنسي بـ "جان دارك جرجرة" لكنها رفضت اللقب
مفضلة لقب " خولة جرجرة" نسبة إلى "خولة بنت الأزور الأسدي" الشجاعة
والمدافعة عن دينها ، وخولة هي أخت الصحابي الجليل ضرار بن الأزور الأسدي
، وخولة رضي الله عنها كانت من المسلمات الشجاعات الباسلات ، حتى أنها
لقبّت " بالفارس الملثم" ، أما كلمة ”جرجرة" فهي جبال وعرة تتواجد بمنطقة
القبائل بالجزائر.
تعرضت الجزائر للغزو الفرنسي سنة 1830 ولكن القوات الفرنسية لم تصل إلى
منطقة زواوة إلا بعد ذلك، حيث كانت فاطمة في سن الشباب، وقد قادت المقاومة
ضد القوات الغازية وأدارت رحى الحرب على الفرنسيين لمدة من الزمن وقد هزمت
جيش العدو في معركة 18 جويلية 1854، حيث أرغمت الجنود الفرنسيين على
الانسحاب من أراضيها بعد أن خلفوا وراءهم أكثر من 800 قتيل منهم 25 ضابطا
و371 جريحاً. وفي سنة 1857 حاصرها الجنود في بيتها ووقعت أسيرة بعد أن لم
يبق في بندقيتها أي طلقة، ووضعت في "سجن مدينة يسر" وسط الجزائر تحت حراسة
مشددة فماتت حسرة وحزنا على وطنها ودينها سنة 1863 بعد إصابتها بشلل نصفي،
وهي لم تتجاوز الـ 33 عاماً من عمرها لتتناقل الأجيال بطولتها ويتغني
الشعراء بشجاعتها.
فليتق الله ويرعووا أولائك الذين يرمون هؤلاء الأقحاح الصناديد في العلم و
الجهاد بالقبورية و الشرك ، كأمثال اللالة فاطمة نسومر و الحاج المقراني و
الأمير عبد القادر و الشيخ بوعمامة وووووو، ولينظر أولائك ما فعله هؤلاء
المجاهدين العلماء للإسلام و للجزائر ، وينظروا ماذا فعلوا هم خدمة
للإسلام و للجزائر و أبناء الجزائر من بناء و تعمير و تشييد و تطوير
وإصلاح في الأرض.
رحم الله خولة الجزائر المجاهدة العابدة الناسكة الفقيهة_ لالة فاطمة نسومر_