افتراضي حجاب المرأة .. فرض أم ضرورة ؟!

في مقالي هذا أريد مجابهة اختي المسلمة المؤمنة ، بضرورة الاهتمام بحجابها لما فيه ضرورة اخلاقية وادبية واجتماعيه وفهمية فالمرأة كقارورة العطر ينتبه لوجودها كل من تمر به او يمر بها ، وعلى هذه القارورة أن لا تبيح للمشاة والعابرين شم ما فيها من عطر بل تدخره لزوجها ان كانت متزوجة وما لم تكن فعليها ان تصبر وتتعفف وتنتظر ما قضاه الله تعالى لها .
أختي المؤمنة أنت ترين ان الحجاب ضرورة اثناء صيامك لشهر الفضائل والبركات شهر رمضان وقد تعتقدين ان ارتداء الحجاب في هذا الشهر الكريم امر لا بد منه نعم انت على حق ، لكن عليك ان تفهمي امرا هاما جدا وهو ان الحجاب ضرورة للمرأة الطاهرة العفيفة ليس في شهر رمضان فحسب ، بل طوال حياتها .
نحن البشر خلقنا الله جلت قدرته وعلت مشيئته كي نعبده وليس كي نعصيه ونخالف اوامر دينه _( أنما خلقناكم لتعبدون ) وهو بالتالي يكرم المرء المؤمن في الدنيا والاخرة ، ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) ، فعساك ممن يعمل بالطاعات محبة بالله تعالى ، كما يقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( كرم الله وجهه المنير ) وهو يناجي ربه : ( عبدتك حبا فيك لا طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ) .
ليكن شهر رمضان بداية لعلاقة ابدية وقوية مع رب الرحمه والعداله والمحبة ، فلا تفكري بخلع الحجاب الذي يمنحك نورا في الدنيا والاخرة ويزيدك بهاءا وتقديرا في عيون من يراك ويخشى عليك من عذاب الاخرة .
لو انك اطلعت أختي المؤمنة على حال النساء من خلال استماعك الى قصة الاسراء والمعراج لعرفت ان ثلث سكان جهنم هم من النساء فالمرأة بطبعها كثيرة الكلام فأمسكي عليك لسانك فهو أضاعة للوقت واستغلي هذا الوقت الكثير في الاستغفار لجسدك الذي ستأكله النار وتتقاذفه اعمدة الحديد في الاخرة .
يقول سبحانه وتعالى : ( ياأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ) ، (الحجرات ) فلتحفظي لسانك من الغيبة والنميمة والانتقاص من شأن عباد الله ولتقنعي بما قضاه الله تعالى لك من زوج او حال او مرض وسيكون صبرك مفتاح للفرج فهناك رب لا ينام وهو يعلم بما تحلمين وان لم ينطق لسانك .
تطهري من غيضك وغضبك واحقادك في هذا الشهر الفضيل واخرجي منه وانت امرأة اخرى نقية وقوية وفاضلة فتعلمين ما تعلمته لابنائك وابناء ابنائك ، فالله سبحانه وتعالى يضع سره في اضعف عباده .
اختي المؤمنة ابدئي كل هذا من خلال تمسكك بالحجاب والعمل على ستر مفاتنك فلا تجعليها عرضة لعيون جائعه مريضة بالاثم لا ترعوي لحرمة .
ما كانت ادوات التبرج التي تكلفك الاف الدنانير بل مئات الالاف ، يوما لتخفي عيوب النفس كي تخفي عيوب الوجه وعندما تضعين تلك الاصباغ التي تزول بعد ساعات او حتى لحظات ، فأن الجاهل والعالم يعرف انه جمال مزيف وقتي وهو يضحك منك في سره وان كان لسانه ينافقك لغرض سام في نفسه .
لا بد انك تشعرين كم هو هين هذا الجمال المؤقت الذي لا يدوم ، هذا الجمال الذي يجلب اليك انظارا مغرضة تعريك وتفصل جمالك في مخيلة واهنة مريضة .
أهتمي بجمالك الداخلي بجمالك الروحي أجلسي الى نفسك ولو لساعة كل يوم وفكري فيما صنعته في يومك وفيما قلتيه وما فعلتيه ، ثم أسألي نفسك هل ما قلته وفعلته ونويته اليوم يرضي ربي ام يغضبه جلت قدرته ؟!
ثم قرري ما عليك ان تقوليه وتفعليه في يومك التالي وبهذا ستفهمين نفسك الامارة بالسوء وتؤدبينها ،
وأفعلي ما فعله عبد الله بن المقفع حين سأله سائل : من أدبك فأحسن تأديبك ؟!
فقال ابن المقفع انا أدبت نفسي بنفسي .
فقيل له : وكيف يؤدب المرء نفسه ؟!
فقال :أذا رأيت من غيري حسنا أتيته ، وأن رأيت قبيحا أبيته ، وبهذا أدبت نفسي بنفسي .
فأدبي نفسك أختي الفاضله وأحفظي هيبتك من خلال تقديرك لنفسك فلا تغفري لها ما لا تغفرينه لغيرك ، وتوبي الى الله .
الحجاب طهارة للنفس والجسد وتخليد لمفاهيم الدين الحنيف وهو اقتداء بامهات المؤمنين وبنات الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام خديجة وفاطمة وعائشة ( رضي الله عنهم وارضاهن )، وهو الفهم الصحيح للنفس وهو المكمل الاساسي للطاعات والمعين على قضائها وادائها والصبر عليها .
أوؤكد اني لم انصح الا بما يرضاه الله تعالى وهو ستر المرأة لنفسها وهي تجربة احب ان افيد بها اخواتي المؤمنات المسلمات ، وعلى من لا يعرف قيمة الحجاب ان يراجع القرأن الكريم ويقرأه بتمعن وخشوع وايمان لتتجلى له المعاني والمفاهيم فتطلع الى قلبه طلوع البراعم الى الشمس وتنبت في ذاته عادات وطاعات ترضي ربه ونفسه وسيدرك حينها انه عبد الله يحيا ويموت بمشيئته وارادته فخيرنا من عمل لاخرته ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، فحثوا بناتكم على الحجاب ايها الاباء والأمهات يامن تسكنون دول الغرب .
والحجاب ثلاثة انواع حجاب يراد به رضى الله تعالى وحجاب يراد به ارضاء الناس وولي الامر وحجاب يراد به الرياء فأما الاول فهو الحجاب الذي يؤدي الى الجنه في الاخرة والى الكرامة ونيل المنى ورفعة الرأس في الدنيا وهو السبب وراء ارتدائه ، ويكون حسب مواصفات وقياسات مقبوله كأن لا يكون شفافا فيظهر ما تحته ولا ضيقا فيبين تفاصيل الجسد ، وأن يكون طويلا وافيا كافيا فلا يرهق المرأة ولا يضايقها .
فأما الثاني فهو حجاب واهن ووقتي يتم خلعه والتلاعب به متى ما حانت الفرصة للمراة لانه يأتي عن الارغام على الشيء وليس عن الاقتناع به ، وهذا الامر شائع وهو سبب خطير وراء نبذ الحجاب والابتعاد عنه ، فلا يجب اجبار الفتاة عليه بالقوة بل بالرحمه وتفسير مفهوم الحجاب الشرعي ومعرفة الطريقة الطيبة لتحبيبه الى البنت فتقتنع به وتقنع به غيرها وحينها لن يكون من السهل لاي كان ان يقنعها بخلعه ..
وأما الثالث وهو الأخطر ، فحين تهم كل من شاءت ان ترتدي الحجاب لا لرضا الله تعالى بل للتستر على افعال واهداف سيئة ومريضة حيث نرى احداهن وقد أرتدت الحجاب و خمار الوجه والعباءة الفضفاضة ثم نراها تنحرف سلوكيا واخلاقيا فتسيء بهذا لكل من ترتديه وتجلب السمعه السيئه للجميع مما يدعو اعداء الحجاب من الغربيين والعلمانيين الى الطعن به والدعوة الى نبذه ومنعه .
على جميع المسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات رصد الصف أمام موجة نبذ الحجاب وردع العلمانيين ودول الغرب ومواجهتم بالدليل الثبت من القرأن والحديث والعمل على شرح ونشر وتفسير مفهوم الحجاب الشرعي وحث الفتيات على ارتدائه وذكر ما نهى الله تعالى عنه حيث يقول جل جلاله في محكم كتابه من سورة النور :
( وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين من زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو أخوانهن أو بني أخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الأربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) .
كما يقول سبحانه وتعالى في سورة الاحزاب : ( ياأيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) ، فأي دليل اكبر من هذه الايات الكريمة نحتاج لنعمل بما يرضي الله تعالى ويرضي الرسول ، والحجاب وجد لخير المرأة لا لاذلالها ، فكم من أمرأة ستقول وهي تقول فعلا : أنا احترم نفسي من خلال تصرفاتي في الطريق فلما أرتدي الحجاب وهو لن يمنعني من اي شيء أن شئته . ) .
وأنا أقول لاختي التي تحترم نفسها لما لا تزينين خلقك الطيب ونفسك المستقيمة بالحجاب فتصبحين كامله وفاضلة ومكرمة من العباد فلا ينظرون اليك الأ بتقدير واحترام اكبر فتنصرف عنك اهواءهم وينالك كل خير في طريقك ومكان عملك وفي اروقة كليتك وجامعتك .
الحجاب اختي المؤمنة هو تأكيد منك على دوام علاقتك بربك وحسن طاعتك وفهمك الصحيح لدينك وهو ما لم يكن فرضا برأيك فهو ضرورة .
فالحجاب لا تصبر عليه كل النساء وهو شرف لا تناله الا من فهمت دينها وأخلصت له .
ليكن شهر رمضان الكريم بدايتك مع الحجاب الشرعي الصحيح وهي بداية علاقة روحية وابدية مع الله تعالى .
___

بارك الله فيييييييييييييك اختي دمتي مميزة

ووفية لمنتداي

سلامي الييييييييييييييك

سماح